حققت رواية “حكاية الخادمة” للكاتبة الكندية مارغريت آتوود قفزة هائلة في المبيعات على موقع أمازون بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، في ما يُنظر إليه كرسالة واضحة من القراء الذين يعبرون عن مخاوفهم وقلقهم من عودة سياسات ترامب المحافظة والمثيرة للجدل. وفقاً لبيانات أمازون، ارتفعت مبيعات الكتاب بنسبة 6866%، متقدمة في يوم واحد من المركز 209 إلى المركز الثالث. وتتصدر الرواية الآن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فئتي “الخيال الأدبي” و”الخيال السياسي” على أمازون، كما تحتل المركز التاسع في قائمة الأكثر مبيعاً لدى بارنز أند نوبل.
تتعمق رواية “حكاية الخادمة” في رسم ملامح جمهورية “جيلعاد”، وهي دولة شمولية خيالية سيطرت على الولايات المتحدة بعد انهيار النظام الديمقراطي. يجسد هذا المجتمع الاستبدادي سياسات متشددة تُقيد حريات الأفراد، خصوصاً النساء اللواتي يُجبرن على أدوار تقليدية ويُحرمن من حقوقهن الأساسية. تدور أحداث الرواية حول شخصية “أوفريد”، وهي خادمة مُجبرة على الإنجاب لصالح الطبقة الحاكمة. من خلال حياتها، تعرض الرواية قصة قمع سياسي واجتماعي صارم، حيث يعاني الأفراد، ولا سيما النساء، من سياسات تسيطر على أجسادهن وحياتهن، مما يجعلهن مجرد أدوات ضمن نظام طبقي يتسم بالسلطة الذكورية والسيطرة القاسية.

تعود الزيادة الهائلة في مبيعات الرواية إلى تأثير سياسات ترامب خلال فترة حكمه السابقة، حيث كانت قد روجت لأفكار محافظة حول دور المرأة والأسرة. وبالرغم من انتهاء فترته الرئاسية الأولى، فقد تركت سياسات ترامب المحافظة وصداماته مع قضايا العدالة الاجتماعية بصمة عميقة، إذ شهدت الولايات المتحدة انقسامات حادة حول قضايا مثل حقوق المرأة، وحقوق الأقليات، وحماية البيئة.
عندما أُعيد انتخاب ترامب، عادت المخاوف إلى الواجهة بين الجمهور الأمريكي، خاصة النساء، اللواتي يشعرن بالقلق من احتمال فرض سياسات مقيدة لمكتسباتهن في الحرية والمساواة، فيما تستحضر الرواية جوّاً مرعباً من دولة تُكرس السلطة المطلقة وتقمع الأفراد تحت ذرائع دينية وسياسية. ويُنظر إلى تصدر “حكاية الخادمة” لقوائم الكتب في هذا التوقيت كتعبير عن اهتمام القراء بالتحذيرات التي تقدمها الرواية، خصوصاً مع تصاعد النقاشات حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية وحقوق الأفراد.
تبرز الرواية كرمز مقاوم لسلطة قمعية تستند إلى تشريعات تدّعي الحفاظ على القيم، بينما تقيد حريات الأفراد. وتعد “حكاية الخادمة” بمثابة تحذير مستمر من مخاطر الأنظمة الشمولية على الحقوق الفردية والحريات الأساسية، مما يجعلها واحدة من الروايات الأكثر أهمية في سياق الحديث عن التحديات التي تواجه الديمقراطية والحقوق في الولايات المتحدة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.