ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثالثة على التوالي خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدعومة بتزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، لا سيما مع استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. هذه التطورات عززت جاذبية الذهب باعتباره خيارًا مفضلاً للمستثمرين للحفاظ على أصولهم خلال فترات عدم اليقين.
التوترات الجيوسياسية العالمية وتأثيرها على أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب دعمًا إضافيًا بعد تقارير إخبارية أفادت بأن القوات الأوكرانية أطلقت صواريخ كروز بريطانية الصنع على أهداف عسكرية داخل روسيا لأول مرة منذ اندلاع الحرب. يأتي ذلك في وقت يدخل فيه الصراع الروسي-الأوكراني المستمر منذ ألف يوم مرحلة أكثر تصعيدًا، مما زاد من المخاوف العالمية حول احتمال توسع النزاع واندلاع حرب أوسع نطاقًا.
هذه المخاوف تضاعفت مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عقيدة نووية محدثة توضح شروطًا أوسع لاستخدام الأسلحة النووية، مما أدى إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
التوقعات المستقبلية تدعم الطلب على الذهب
بالإضافة إلى ذلك، يدعم التفاؤل حيال مستقبل الذهب ارتفاع الأسعار، حيث توقع خبراء بنك جولدمان ساكس أن يواصل المعدن النفيس صعوده خلال السنوات القادمة. في مذكرة بحثية للبنك، تم الإشارة إلى أن أسعار الذهب قد تصل إلى مستويات قياسية جديدة خلال العام المقبل، مدفوعة بتوجهات البنوك المركزية العالمية لتكديس احتياطيات الذهب وخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
أسواق الذهب المحلية في سوريا:
على الصعيد المحلي، تأثرت أسعار الذهب في الأسواق السورية بشكل ملحوظ نتيجة التقلبات العالمية في الأسعار، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية الداخلية المرتبطة بسعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار. ووفقًا للتقارير المحلية:
في دمشق، وصل سعر غرام الذهب من عيار 21 إلى مستويات مرتفعة جديدة، حيث تراوح سعره بين 1,140,000 و 1,155,000 ليرة سورية.
في حلب، سجلت الأسعار مستويات قريبة من العاصمة، حيث بلغ سعر الغرام حوالي 1,140,000 و 1,155,000 ليرة سورية.
أما في قامشلو ، فقد شهدت الأسعار استقرارًا نسبيًا مقارنة بباقي المناطق، حيث بلغ سعر الغرام من عيار 21 حوالي 1,165,000 ليرة سورية.
العوامل المؤثرة على الأسعار المحلية:
تعكس أسعار الذهب المحلية تأثيرات التوترات الجيوسياسية العالمية إلى جانب العوامل الداخلية، وأبرزها تراجع قيمة الليرة السورية وارتفاع تكاليف الاستيراد. وبالرغم من ذلك، تظل الأسعار متأثرة بالطلب المحلي على الذهب، سواء بغرض الادخار أو الاستثمار.
نظرة عامة
مع استمرار التوترات العالمية، يُتوقع أن يظل الذهب مستفيدًا من دوره كملاذ آمن، سواء في الأسواق العالمية أو المحلية. ومع اقتراب نهاية العام، تشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل مستويات جديدة إذا استمرت العوامل الداعمة الحالية.