مسؤول بالخارجية الأميركية سوريا عند مفترق طرق مصيري

صرحت الولايات المتحدة يوم الخميس بأن سوريا “عند مفترق طرق مصيري”، مؤكدةً عزمها على منح البلاد “فرصة لتحقيق العظمة”، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس دونالد ترمب أمر بمراجعة تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب.

و حول احتمال إلغاء هذا التصنيف، كرر النائب الأول للمتحدث باسم وزارة الخارجية، تومي بيغوت، مواقف الرئيس ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، قائلاً: “نريد أن نمنح سوريا فرصة لتحقيق العظمة”، خاصة وأنها “تمر بمفترق طرق مصيري فيما يتعلق بالقدرة على تحقيق ذلك”.

وأضاف بيغوت أن واشنطن تجري حواراً مع “جميع الأطراف المعنية في المنطقة” بشأن هذه المسألة.

وفي وقت سابق يوم الخميس، أكد مسؤول في وزارة الخارجية لرووداو أن تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب قيد المراجعة، بناءً على توجيهات الرئيس ترمب.

وقال المسؤول: “سيتعين على كل من الوزارة [الخارجية] والرئيس اتخاذ عدة خطوات إذا ما تم اتخاذ قرار بإلغاء هذا التصنيف”، مشيراً إلى أن القانون الأميركي يحدد معايير قانونية صارمة للقيام بذلك.

يُذكر أن تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب سارٍ منذ عام 1979، واستند هذا التصنيف في البداية إلى دعم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد لجماعات مثل حركة حزب الله اللبناني المتحالفة مع إيران، بالإضافة إلى موقفه المتساهل تجاه منظمات أخرى تصنفها وزارة الخارجية الأميركية كمنظمات إرهابية أجنبية.

ويترتب على هذا التصنيف عقوبات كبيرة، بما في ذلك حظر على صادرات الدفاع والمساعدات الخارجية، ومن شأن رفعه أن يخفف تلك القيود.

وحول الحوار بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية المؤقتة، أشار بيغوت إلى تصريحات المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا.

وكان باراك قد رحب مؤخراً بتصريحات قائد قسد، مظلوم عبدي، التي أكد فيها أن قنوات الاتصال مع الحكومة السورية مفتوحة يومياً، معرباً عن موافقته على “وحدة سوريا بجيش واحد وعلم واحد” ومركزية بعض المؤسسات السيادية في دمشق.

وفي حديثه صحفي، أضاف عبدي أن قسد تهدف إلى “أن تصبح جزءاً من جيش سوري جديد” من خلال حل سياسي يضمن حقوقها الدستورية.

تأتي تصريحات بيغوت بعد تعليقات المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس يوم الثلاثاء، التي أكدت مجدداً دعم الولايات المتحدة “للحوار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية بهدف دمج قسد في الجيش السوري”.

وقالت بروس: “ندعم أيضاً نية قسد تحويل وقف إطلاق النار الحالي في شمال شرق سوريا [روجآفا] إلى سلام شامل ودائم”.

وقد لعبت قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد القوة العسكرية الفعلية في روجآفا، دوراً محورياً في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2019، ولا تزال تحتجز الآلاف من مقاتلي التنظيم.

وفي 10 آذار، وقع الرئيس السوري المؤقت الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي اتفاقاً لدمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في روجآفا – بما في ذلك قوات قسد – تحت سلطة الدولة السورية.

ومع ذلك، لا تزال محادثات التنفيذ جارية، حيث تشكل وجهات النظر المتباينة حول عملية الدمج تحدياً رئيسياً. فبينما تسعى قسد للدخول في الجيش السوري ككيان موحد، تفضل دمشق دمج مقاتلي قسد بشكل فردي في وحداتها العسكرية القائمة.

ورغم ذلك، أكد قتيبة إدلبي، مدير الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، لرووداو يوم الأربعاء الماضي، أن الطرفين من المقرر أن يلتقيا “قريباً” في باريس لوضع اللمسات الأخيرة على شروط الدمج.

خاص : روداو