روسيا تواصل جهودها لإعادة الأطفال من عائلات تنظيم داعش في مخيمات شمال وشرق سوريا

أعلنت مفوضة حقوق الطفل الروسية، ماريا بيلوفا، أن بلادها تواصل جهودها لإعادة الأطفال من عائلات تنظيم داعش في مخيمات شمال وشرق سوريا، مؤكدةً أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام روسيا تجاه حماية حقوق الطفل وإعادة تأهيل الأطفال الروس المتأثرين بالنزاعات المسلحة. وصرحت بيلوفا، في لقاء مع الصحفيين، أن المفوضية تعمل حالياً على استكمال الإجراءات اللازمة لإعادة دفعة جديدة من الأطفال الروس المتواجدين في مخيم الهول بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، مشيرةً إلى أن عمليات الإعادة ستتم خلال الأيام المقبلة.


وأوضحت بيلوفا أن المفوضية لا تسعى فقط إلى إعادة هؤلاء الأطفال إلى روسيا، بل تهدف إلى تقديم الرعاية المتكاملة لهم بعد عودتهم، حيث سيخضعون لبرامج إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي في موسكو، مما يتيح لهم استعادة التوازن النفسي والاجتماعي والانخراط بشكل سليم في المجتمع. وبيّنت أن إعادة التأهيل تشمل توفير الرعاية الصحية والتعليمية والدعم النفسي، لضمان تقديم بيئة مستقرة تساهم في تعافيهم من آثار التجارب الصعبة التي عاشوها.


ووفقاً لتصريحات مفوضية حقوق الطفل الروسية، فقد تم حتى الآن إعادة خمسمئة وستة وستين طفلاً من أبناء عائلات تنظيم داعش المقيمين في مخيمات شمال وشرق سوريا. وأكدت المفوضية أن هذه العملية تتم وفقاً لإجراءات دقيقة تشمل التحقق من الهوية والأوضاع الصحية والنفسية للأطفال، وأنه بمجرد عودتهم يتم وضعهم ضمن برامج تأهيل متخصصة تساعدهم على الاندماج التدريجي في المجتمع الروسي.


كما شددت المفوضية على أن إعادة هؤلاء الأطفال ودمجهم في المجتمع هي عملية طويلة الأمد، تتطلب التعاون بين جهات حكومية متعددة، بما في ذلك وزارات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية. وتهدف هذه الجهود إلى خلق بيئة آمنة وداعمة للأطفال، تعزز من استقرارهم النفسي والاجتماعي وتساعدهم على تجاوز الصعوبات النفسية التي قد تكون خلفتها سنوات الصراع والانفصال عن العائلات.


وأكدت بيلوفا أن روسيا ترى في هذه المبادرات الإنسانية جزءاً من مسؤوليتها الدولية في التعامل مع الأطفال المتأثرين بالنزاعات المسلحة، وتعمل على تزويدهم بكافة السبل اللازمة لحياة كريمة بعيداً عن العنف، معربة عن أملها في أن يتمكن هؤلاء الأطفال من بناء مستقبل مشرق يسهم في تقدم مجتمعاتهم.