تصاعد التوتر في شمال سوريا: هجمات بالطائرات المسيّرة ومعارك محتدمة في منبج

شهدت مناطق شمال شرق سوريا تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث استهدفت طائرة مسيّرة تركية من طراز “درون” مبنى بلدية الشعب في بلدة حرية بريف الطبقة غرب مدينة الرقة.

وأفادت مصادر محلية لمرصد السوري لحقوق الانسان بعدم ورود معلومات مؤكدة حتى الآن حول وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء هذا الهجوم.

تأتي هذه الهجمات في إطار التصعيد التركي المتواصل ضد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا.

وذكرت مصادر أن التصعيد يتزامن مع اشتداد المعارك في مدينة منبج ومحيط سد تشرين وجسر قرقوزاق شرق محافظة حلب، حيث تحاول القوات التركية والفصائل الموالية لها تحقيق تقدم ميداني في تلك المناطق بحسب وكالة هاوار للانباء.

في سياق متصل، أعلن مجلس منبج العسكري في بيان رسمي ارتفاع حصيلة قتلى الفصائل المدعومة من تركيا إلى 72 عنصرًا، وذلك خلال محاولاتهم شن هجمات على ريف منبج شمالي سوريا.

وأوضح البيان أن القوات المحلية تصدت لمحاولات التقدم في محيط سد تشرين منذ يوم الخميس وحتى صباح الجمعة، ما أسفر عن مقتل عشرات المسلحين وإصابة آخرين بجروح. وأكد المجلس ارتفاعَ حصيلة قتلى الفصائل المسلحة الموالية لتركيا إلى اثنين وسبعين عنصرًا، ، ما يشير إلى شدة الاشتباكات خلال الساعات الماضية

دلالات التصعيد

يشير هذا التصعيد التركي إلى استمرار الصراع في شمال سوريا وتعقد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة. ورغم الدعوات الدولية للتهدئة، تواصل تركيا استهداف مواقع “قسد”، معتبرة إياها تهديدًا لأمنها القومي وتتبنى تركيا سياسات التوسع في الأراضي السورية إلى جانب محاولاتها للقضاء على مشروع الإدارة الذاتية والوجود الكردي في شمال وشرق سوريا.

ومن جهة أخرى، يتصاعد القلق الإقليمي والدولي إزاء تداعيات هذه الهجمات على المدنيين والبنية التحتية، في ظل غياب حل سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من عقد وعلى المدى القريب بحسب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.